دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2025-12-28

الوزني يكتب : اقتصاديات ملاعب كرة القدم تأهيل وتتويج

بقلم: أ.د. خالد واصف الوزني

أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة

كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية




الإنجاز الأردني في المستطيل الأخضر على مدى الأعوام القليلة الماضية لم يكن مجرد حضور لافت ولا إنجاز رياضي عابر، بل هو تجسيد حقيقي لما يمكن أن يصنع التخطيط والتأهيل السليم للقوى البشرية الأردنية. وقد أظهرت الطاقات الأردنية مهارية عالية، وانضباطاً نوعياً وروح عمل وتكتيكاً جماعياً. والنتيجة الحقيقية هي أن الاستثمار الأكثر نجاعة واستدامة هو عائد في الطاقات البشرية، شريطة أن نُحسن التأهيل والتخطيط والتنفيذ. الطاقات الكامنة في الخامة البشرية الأردنية قادرة على التحوُّل إلى قوة إنتاجية حقيقية ونوعية متى توافرت أو وُفِّرت لها البيئة المناسبة. ما شاهده العالم في الملاعب لا يختلف كثيراً عمّا يمكن أن نحققه في باقي مجالات سوق العمل إذا قررنا الوقوف والتفكّر وتحسُّس المطلوب لإعداد الشباب وتأهيلهم. وهنا الحديث عن شريحتين؛ الشريحة الحالية التي تشكو من البطالة والانتظار أو ممارسة عمل في سياقات لا علاقة لها بشهاداتها أو طاقاتها الكامنة، والشريحة المستقبلية التي تربض على مقاعد الدراسة أو تنتظر دخولها. اللاعب الذي أبدع في الملاعب لم يأتِ بالصدفة، بل نتيجة منظومة متكاملة من التدريب، والتأهيل، وثقافة العمل والأداء، والانضباطية، وتجذير الثقة بالنفس، وفتح آفاق التفكير والإبداع والمبادرة. وهذه هي منظومة أو مصفوفة العناصر التي يبحث عنها سوق العمل الحديث بكافة قطاعاته. ففي سوق العمل الحالي والمستقبلي لم تَعُد الشهادات كافية، بل باتت المهارات والمرونة، والقدرة على التعلم المستمر والمبادرة والريادية والإبداع هي رأس المال الحقيقي.

أثبتت التجربة، أو لِنقُل المناورة الميدانية التي خاضها الأردن على مدى الأعوام الثلاثة السابقة، من كأس آسيا، إلى التأهل لكأس العالم، إلى ميدان كأس العرب، أنَّ الاقتصادات التي تستثمر في الإنسان وفي المهارات هي القادرة على تحقيق النتائج المستدامة التي تسجِّل إنجازاً وتقدماً نموذجاً وتصنع أيقونة. وفي هذا السياق، يبرز الأردن اليوم كأحد الاقتصادات العالمية التي تستطيع أن تقدِّم للعالم كافة المهارات المطلوبة للثورة الصناعية الخامسة القائمة على البيانات الكبرى، والتفكير الناقد، والمهارية، والعمل الجماعي، وإعمال العقل، والابتكارية والريادية والإبداعية. بيد أنَّ المطلب الرئيس الأول هو في العمل على تأهيل القوى البشرية القائمة، جيل الانتظار والبطالة الهيكلية، عبر خطط ومناورات تدخُّل سريع، وخطط اقتحام واختراق عنوانها التأهيل وتحويل الكفاءات، حتى لا يبقى هذا الجيل متروكاً لاستقطاب الغير، أو يعمل في غير مجاله، أو ينتظر أن يقوم مقام العمالة الوافدة، قليلة المهارة وعديمة التأهيل، والتي ستحلُّ الآلة والذكاء الاصطناعي في مكان معظمها. خطط التدخل السريع تحتاج أن تبدأ اليوم ووفق معايير تأهيل وتدريب وميدان عمل جماعي قائمة على متطلبات مستقبل سوق العمل وتقارير مستقبل الوظائف. والجميل أنَّ ذلك كله بات تحقيق النتائج فيه أسرع مما نتوقع، بل إن الطاقات الأردنية الشابة، وتركيبة العقل والفكر والثقافة الأردنية تسمح بأن تحقِّق نتائج غير مسبوقة في سرعة التحول والتأهيل واكتساب المهارات. أما المطلب الأساس الثاني فهو في إحداث اختراق ونقلة نوعية حقيقية في التعليم بدءاً بمن يقدِّم التعليم، من مدارس ومدرسين، ومروراً بالمناهج والأنظمة التعليمية، وانتهاءً بالبنية التحتية والتعليمة والمكانية للتعليم. الاقتصاد العالمي يشهد تحولات متسارعة، وسوق العمل لم يَعُد تقوده الشهادات الأكاديمية، وإنما مهارات ثلاث محورية تقوم على الرقمنة، وإتقان اللغات الأجنبية، ومهارات الاتصال والتواصل وخاصة في مجالات التفكير الناقد، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، والتواصل مع البشر والآلة والوسائط التقنية الذكية.

التجربة الأردنية في الرياضة، ولا سيما ما شهدناه في كرة القدم، تؤكد أن التعليم القائم على بناء المهارات المنهجية، والانضباط، واكتشاف المواهب مبكراً تؤكد أنَّ الإمكانات لا محدودة في التطبيق وفي تأهيل. ولعل ذلك يُظهر الحاجة إلى مظلة وطنية شاملة تقوم على خلق خطة أو خطط تدخُّل سريع لتأهيل الشباب، لا لسوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي فحسب، بل لاكتساب المهارات التي تجعلهم الطاقة الحقيقية للمجتمع الأردني، ولصنع قيادات وطنية مستقبلية ذات فكر ناقد، وثقافة متقدمة، وبصيرة ذات حكمة وحاكمية. التأخر في ذلك مثلبة كبيرة، والبدء والتسارع في إنجاز ذلك مكسب أردني ومطلب وطني يكفينا الكثير من التحديات المستقبلية من جهة، ويجعل البلاد مخزناً للطاقات الفكرية الثقافية المهارية العالمية. إذا كان لاعبو المنتخب قد رفعوا اسم الوطن عالياً في المحافل الرياضية، فإن الاستثمار النوعي المنهجي في الشباب قادر على أن يرفع مكانة الأردن في كافة القطاعات، وأن يحوِّل التحديات القائمة إلى فرص حقيقية للاقتصاد الوطني والإنسان الأردني.

 

عدد المشاهدات : ( 1662 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .